موقف الوحي من التعامل مع التراث الديني اليهودي.
الملخص
حظ اليهود من الكتاب السماوي هو تراث حاخامي ، وتفسيرات كهان ورجال دين ، وليس لديهم كتاب محفوظ بنصوص كاملة كما نزل بها الوحي . بل حرفوا وبدلوا ، حتى تحول كتابهم إلى مجرد أماني وأوهام ، وفي نصوصهم الصحيحة : البشارة بسيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – فحرفوا هذا الحق الصريح وغيّروه عن مواضعه وإن الكتاب المقدس لديهم بعهديه : القديم والجديد ، لم يعد يمثل الوحي الإلهي ، ولا دين الفطرة التي خلق الله الناس عليها ، وقد وردت نصوص كثيرة في الكتاب والسنة توضح هذه الحقيقة وتحصِّن المسلم ضد مزاعم اليهود ، حتى الأحاديث الواردة بالتحدث عن أهل الكتاب تنتظم في إطار النسق القرآني لا تجاوزه ولا تخالفه ، وقد قيلت هذه الأحاديث في مناسبات مخصوصة ، ولا يصح أن يبنى عليها موقف عام يقضي بجواز التساهل في النقل عن أهل الكتاب من إسرائيليات وغيرها . ويظهر أن التحديث عنهم لا يكون إلا من قرآن أو سنَة نبويَة صحيحة ، هذا التحديث واقع في مجالين : مجال الاعتبار بالسنن الإلهية والعمل بموجبها ، ومجال بيان حاكمية الوحي الإسلامي وهيمنته على الكتاب كله ، إنقاذاً للعقل والعلم والمعرفة والدين . وظهر في التطبيقات النبوية في التعامل مع التراث الديني اليهودي مدى الانسجام مع الروح العامة للموقف الذي هدف القرآن إلى تحقيقه ، ومدى استثمار هذا الموقف في إنفاذ حكم القرآن ، وبيان هيمنته ورقابته ومسؤوليته عن كل ما ينسب إلى الوحي أو ينتسب إليه ، ليحقَ ويبطل الباطل ، إن الباطل كان زهوقاً .