صور من افتراءات المستشرق جراهام على الأحاديث القدسية.
الملخص
لقد افترى المستشرق وليام جراهام على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وزعم أنهــــم ما كانوا يفهمون الفرق بين الحديث القـدسي والحديث النبوي ، حيث كانوا – بزعمه – ينسبون الحديث الواحد لله تارة ولرسوله صلى الله عليه وسلم تارة أخرى ، كما أدعى أن الأحاديث القدسية نسبت لله عز وجل بعد القرن السادس الهجري . لكن ثبت لنا - من خلال هذا البحث - أن الصحابة رضوان الله عليهم وتابعيهم وأئمة المسلمين جميعهم كانوا قد أحاطوا علماً بالأحاديث القدسية ، وعلموا أنها صادرة من الله عز وجل ، ولقد ثبت لنا بالدليل الواضح الذي أورده البخاري أن الصحابة كابن عباس ، وابن عمر ، وأبي هريرة ، وغيرهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يوردون الأحاديث القدسية بألفاظ تدل على نسبتها لله تعالى كقولهم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه ، وغير ذلك من الألفاظ الصريحة الواضحة . كما أن الحديث القدسي تظهر نسبته لله عز وجل من سياق الكلام ، ومن مفهوم العقيدة في الإسلام ، فلا يخطر ببال مسلم أن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم للناس - وهو بشر رسول - : يا عبادي ، أو أنا الملك ، فأين ملوك الأرض ؟ أو أنا الديان ، أو من يدعوني فاستجيب له ؟ أو من يستغفرني فأغفر له ؟ ولا يعقل أن يرتبك الصحابة رضوان الله عليهم في نسبة هذه العبارات إلى قائلها وهو الله عز وجل . وإن إفراد الأحاديث القدسية بالتصنيف في قرون متأخرة من الهجرة إنما يدل على مزيد عناية المحدثين بهذه الأحاديث . كما اتضح لنا - أيضاً - أن المسلمين لم ينقلوا شيئاً عن اليهود أو النصارى ، لأن الأقوال التي وردت عند اليهود والنصارى ليس لها إسناد قائم يصلها بأنبياء الله ورسله مما يثير الشك حول مصداقيتها . وعليه فإن ما جاء في القرآن والسنة النبوية الصحيحة هو الحجة على ما جاء في توراة اليهود وأناجيل النصارى . وبهذا تتساقط وتتداعى كل الافتراءات التي ساقها المستشرق وليام البرت جراهام للطعن في الأحاديث القدسية .