من افتراءات المستشرقين على أحاديث التوحيد

المؤلفون

  • عزية علي طه

الملخص

زعم المستشرقون أن رسول اله – صلى الله عليه وسلم – أخذ مفهوم التوحيد من التوراة ، وحاول كل من المستشرقين : غيوم ، وسنوبرت ، وجوبتن ، إثبات أن مفهوم التوحيد في الإسلام لم يكن صافياً ، بل كان ممروجاً بالشرك والوثنية . مع العلم أن مفهوم التوحيد في الإسلام مغاير تماماً لمفهوم التوحيد في اليهودية ، وذلك منذ زمن النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى يومنا هذا . إن التوحيد في الإسلام يعني الإقرار : أن الله هو الإله ، الواحد ، الأحد ، الفرد ، الصمد ، الذي لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد ، وأنه سبحانه وتعالى لا يشبه شيئا من مخلوقاته ، وأن كل ما سواه مخلوق بأمره ، خاضع لمشيئته . أما التوحيد عند اليهود - كما جاء في أسفارهم - فتشوبه كثير من صور الوثنية ، وعبادة الأصنام ، والشرك بالله وتجسيمه ، ووصفه بصفات النقص ، وتشبيه أفعاله بأحط أفعال البشر التخريبية ، بل زعموا أن البشر يستطيعون هزيمته ودحره ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً . وعليه فلا يعقل أن يكون رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد أخذ التوحيد عن هؤلاء المشركين كما ادعى غيوم وصاحباه . أما أنبياء الله : فقد نزههم القرآن الكريم ونزهتهم السنة النبوية المطهرة عن الشرك ، وعن الوثينية ، والظلم ، وتضليل الخلق ، بل كانت كل جهودهم منصبة في هداية الخلق وقيادتهم إلى طريق الخير والرشاد ، بينما نجد توراة اليهود قد وصفتهم بأقبح الصفات التي يمكن أن يتصف بها أحقر أنواع البشر : من خيانة ، وخداع ، وكفر ، وغيره . فكيف يمكن أن يدعي غيوم وصاحباه : أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قد أخذ قصص أنبياء بني إسرائيل عن أحبار اليهود ، مع وجود هذا التناقض الواضح الجلي بين الروايات الواردة عنهم في كل من القرآن والسنة من جهة ، وفي توراة اليهود من الجهة الأخرى . أما افتراءات المستشرقين على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – واتهامه بالتقرب إلى الأوثان ، وأن زيداً هو الذي هداه إلى التوحيد : فادعاء كاذب ، لأن ما استند عليه غيوم من مراجع ليس مما يعتد به ، وبخاصة أن القصة التي أوردها تناقض وتخالف ما ورد في المصادر والمراجع العديدة التي يعتد بها جمهور المسلمين ، كما أنه قام بالاستشهاد بحديث أخذ عن مصدر مجهول ، وجزم أنه حديث صحيح ، في نفس الوقت الذي ينكر فيه صحة الأحاديث النبوية المتصلة السند ، والواردة في كتب السنة الصحيحة ، وشكك في أصالتها وصحتها ، كل هذا يدل دلالة واضحة على عدم أمانة غيوم العلمية ، وعدم نزاهته وجديته وموضوعيته في الآراء التي أوردها عن الإسلام . أما ستويرت وجويتين : فقد تطابقت طريقتهما في البحث والتأليف مع طريقة غيوم ، مما أفقد بحثيهما أيضاً الدقة والنزاهة والموضوعية التي ينبغي أن تتصف بها البحوث العلمية المنهجية . نخلص من هذا إلى أن ادعاءات هؤلاء المستشرقين وكثير من أمثالهم لا تستند على حجة ولا عقل ولا منطق ، بل هي ، ادعاءات مغرضة ، الهدف منها هو النيل من الإسلام ، وأهله ، عن طريق إثارة بعض الشبهات الواهية ، والآراء المتهافتة التي ما أنزل الله بها من سلطان .

التنزيلات

بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.

التنزيلات

منشور

1989

كيفية الاقتباس

عزية علي طه. (1989). من افتراءات المستشرقين على أحاديث التوحيد. مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية, 6(13). استرجع في من https://journals.ku.edu.kw/jsis/index.php/jsis/article/view/1047

إصدار

القسم

شريعة