جزء في طرق حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما : الحلال بين والحرام بين.

الملخص

تناول: أهمية الحديث , وعظم شأنه , ثم ترجمة موجزة لراوي الحديث الصحابي النعمان بن بشير ـ رضي الله عنهما ـ, ثـم طرق الحديث بدءاً بالروايات الواردة عن النعمان , ثم الروايات الواردة عن غيره,مع دراسة كلٍ منها , ثم بيان بعض المسائل المتعلقة بتلك الروايات , فختاماً بذكر بعض الفوائد المستنبطة منها , وأبرز نتائج البحث . وقد تمت دراسة كل طريق خارج الصحيحين لبيان درجته , مع الحرص على دراسة بعض المسائل المهمة المتعلقة براوي الحديث وهو النعمان ـ ـ خاصة مسألة سماعه من رسول الله ـ  ـ . أهم فوائد البحث : اتفاق العلماء على عظم موقع هذا الحديث, وكثرة فوائده, وأنه من الأحاديث التي عليها مدار الإسلام ، وهو من جوامع كلمه ـ  ـ , وقد حوى أصولاً عظيمة فمنه يأخذ الفقيه مسائله , والأصولي قواعده , وعنه يصدر أهل الورع في أقوالهم وأفعالهم . الحديث دليل على صحة تحمل الصغير على أن يؤدي حديثه بعد البلوغ. ثبوت سماع النعمان ـ ـ هذا الحديث من رسول الله ـ  ـ , وتأكيده ذلك بأقوى . عناية التابعين ـ رحمهم الله تعالى ـ بسماع الحديث من الصحابة ـ  ـ الذين سمعوه من رسول الله ـ  ـ , وشدة حرصهم على أن لا يفوتهم هذا الشرف العالي بالسماع ممن تلقى مباشرة من الرسول ـ  ـ . الاختلاف في الروايات لحديث النعمان ـ ـ في أغلبه راجع إلى الرواية بالمعنى, والاختصار, والإتمام, وهو غير مؤثر في صحة الحديث . نفي دعوى تفرد النعمان ـ ـ بالحديث , وإثبات أنه رواه عدد من الصحابــة ـ  ـ , لكنه إنما اتفق على صحته من حديث النعمان ـ ـ فهو فرد بقيد الصحة , لا على الإطلاق . أهم نتائج البحث : هذا الحديث لم يثبت الحديث مرفوعاً إلا من رواية النعمان ـ ـ . على طالب العلم أن لا يعجل بالتقليد لمن حكم بالتفرد دون أن يبحث ,فالعالم يذكر ما ظهر له , وربما علم غيره ممن تقدم عليه أو تأخر ما لم يعلمه , وفوق كل ذي علم عليم , فكم من حكم بالتفرد تبين أنه ليس على إطلاقه , كما حصل في حديث النعمان ـ  ـ حيث ورد أن عامراً تفرد عنه , وتبين أن هذا الحكم ليس صواباً . العناية بالصبي, وتعاهده بحفظ الكتاب والسنة فلعله يحتاج إليه عندما يكبر,كما احتيج إلى النعمان ـ ـ في تبليغ هذا الحديث العظيم الذي شاء الله تعالى أن يصل إلى الأمة عن طريقه , مع أنه واحد من أهم وأعظم الأحاديث التي عليها مدار الإسلام . ترجيح القول بجواز اختصار الحديث, وجواز الرواية بالمعنى ولكن بشروط. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والله ولي التوفيق