نقد الرواية التي اعتمدها طه حسين في هجرة صهيب الرومي رضي الله عنه.

المؤلفون

  • "محمد عيد" محمود الصاحب

الملخص

إنه لمن الإجحاف في حق الحديث والسنة المطهرة باعتماد روايات ضعيفة أو موضوعة ، وعدم التحري عن الصحيح من الروايات . يتأكد لنا من الرواية التي اعتمدها طه حسين في كتابه ( الوعد الحق ) مدى الأثر السيئ عن هجرة صهيب الرومي – رضى الله عنه – الذي تحدثه الأحاديث الضعيفة والمنكرة في تشويه الدين ، وتزييف الحقائق التي جاء بها الرسول الكرم – صلى الله عليه وسلم - . تعد الرواية التي رواها ابن سعد من طريق الواقدي إحدى الروايات التي لفقها محمد بن عمر الواقدي ، وهي من الروايات المنكرة التي وردت عنه . يظـهر لنا من نقد الرواية المنكرة : صحة رأي من قال إن الواقدي ضعيف في الرواية ، وهو متروك الحديث . وهذا لا يتعارض مع اعتماد العلماء على روايات الواقدي في التاريخ ، لما عرف من تسامحهم في ذلك ، وتساهلهم في شروط الرواية في هذا الباب ، اللهم إلا إذا كان حدث التاريخ أو السيرة يرتبط بمسألة عقدية ، أو يشتمل على حكم من أحكام الشريعة . ومن الثابت : أن أبا بكر – رضى الله عنه – لم يكن حاضراً عند قدوم صهيب على النبي – صلى الله عليه وسلم – لأنه تحول عند الوصول إلى قباء ، فنزل على خبيب بن إساف ، أو على خارجة بن زيد . ومن الثابت أيضاً : أن عمر – رضى الله عنه – لم يكن موجوداً لأن عمر تقدمت هجرته على هجرة النبي – صلى الله عليه وسلم – وهجرة صاحبه ، ولم يثبت في كتب السيرة أن عمر – رضى الله عنه – كان في استقـبال النبي – صلى الله عليه وسلم – عند وصوله قباء ، أو أنه نزل معه على كلثوم بن الهدم . لا تعد كتب الأدب العربي وبخاصة الحديثة منها من الكتب التي يعتد بها في رواية الحديث ونقله ، حيث يعتمد الكثير من أصحابها على روايات غير صحيحة ، وكتب واهية ، لا قيمة لها ولا اعتبار ، في ميزان علم الحديث . بل يتأكد لنا ضرورة اعتماد الكتب الأصول في الحديث ، وتلك التي تعد من مظان الأحاديث الصحيحة والحسنة ، والابتعاد عن الكتب التي تعد من مظان الأحاديث الضعيفة . - 2 - ومن الخطورة بمكان الخوض في الأحاديث الشريفة من غير علم بها ، ودون معرفة لقواعدها ، حيث ينبني على ذلك مخاطر عظيمة ، وأضرار جمة ، تعود على الإسلام والمسلمين بالشـر والوبال ، كما يشترط في الذي يتكلم في الأحاديث ومعانيها ، ويتعامل معها ، أن يكون نظيف السريرة ، وله معرفة بقواعد الدين وأصوله العامة ، وذلك من أجل أن يضع الأحاديث في موضعها اللائق بها من جهة الدلالة ومن جهة المعنى . ولكي نأمن العثار ، ونحن ننقل من كتب التراث فيجب مراعاة قواعد التخريج ، ليصار إلى معرفة صحة الروايات قبل اعتمادها ، وبذلك تتم تنقية السنة الشريفة مما علق بها من أحاديث ضعيفة ، أو موضوعة .

التنزيلات

بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.

التنزيلات

منشور

2003

كيفية الاقتباس

"محمد عيد" محمود الصاحب. (2003). نقد الرواية التي اعتمدها طه حسين في هجرة صهيب الرومي رضي الله عنه. مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية, 18(54). استرجع في من https://journals.ku.edu.kw/jsis/index.php/jsis/article/view/1507

إصدار

القسم

شريعة