الاستخراج في كتب المصطلح: مقدمة ابن الصلاح وما بعدها -دراسة نقدية-

الملخص

1- إن الاستخراج موضوع يتعلق بمنهج كتب الحديث التي تعتمد على الرواية المباشرة ويتجه إليه جميع المحدثين قصد تحقيق العلو في أحاديثهم لا سيما في عصور الرواية . 2- وهذا الأمر غير بارز في كتب المصطلح بل أن أسلوب هذه الكتب في تناول موضوع استخراج يخيل إلى القارئ أن خاص بكتب المستخرجات على الصحيحين أو أحدهما . 3- وإن الأساس في الاستخراج هو أن يلتقي اللاحق مع سابقة في اقرب شيوخه أو في مخرج حديثه . 4- وإن الهدف من الاستخراج هو علوُّ الإسناد . 5- ولم يكن من شروط الاستخراج أن تكون رواية المستخرج على شرط المستخرج عليه وأنه كما يتحقق لمحدث علوُّ إسناده في الحديث الذي رواه سابقة حدث به مستخرجاً عليه بغض النظر عن مدى صحته وأحوال رواته غير المتروكين ، إلا في حالة تقيد المستخرج اللاحق برواية الأحاديث الصحيحة والتزامه بشروطها كالإمام مسلم في صحيحة . 6- ولذلك فإن الزيادات والتتمات الواردة في المستخرجات على الصحيح لا يطلق عليها القبول بل إن تصحيحها متوقف على تتبع القرائن والملابسات الدالة على ذلك أو على مراعاة الأصل في ذلك الراوي الذي زادها لكن فقط في حالة ما إذا تأكد الناقد من خلوَّ الحديث من هذه القرائن والملابسات . 7- وأصبحت عمليه الاستخراج تعكس تماماً معالم النهضة الحديثية في عصور الرواية بأكمها ؛ حيث نجد كل محدَّث يحرص على أن يستقل بالروايات دون أن يكون تابعاً فيها لمعاصرة مهما كانت شخصية هذا المعاصر ويسعى كل لاحق في سبيل ذلك حتى يلتقي شيوخ قرينه السابق أو من هو في طبقتهم وذلك ليروي الأحاديث بالعلوَّ بعيداً عن التبعية التي يسمونها نزولاً وهي مما ترفضه نظم التعليم في تلك العصور . 8- ولذلك نرى الأئمة من أصحاب الصحاح والمسانيد والسنن لا يروي الأقران منهم بعضهم عن بعض إلا إذا لم يعثروا على العلوّ فالإمام أحمد لم يرو عن الإمام الشافعي وكذا مسلم والترمذي والنسائي وبان خزيمة وابن حيان لم يرو بعضهم عن بعض من الأقران . وبهذا تتميز جميع الكتب الحديثية التي تعنى بالرواية ، سواء أكان ذلك في مرحلة ما بعد الرواية . 9- وهذه هي الأبعاد التاريخية التي يتضمنها مصطلح الاستخراج في جميع مراحله المختلفة .