الموازنة بين القصيدتين "يا دجلة الخير" للجواهري، و"مصر" لحافظ إبراهيم في الكلاسيكية الجديدة.
الكلمات المفتاحية:
الموازنة، الجواهري، حافظ إبراهيم، الكلاسيكية الجديدةالملخص
تُعتبَر الموازنة بين الشعراء تراثًا قديمًا في الشعر العربي، وقد تناولت الدراسة الموازنةَ بين الجواهري في قصيدته "دجلة الخير" وحافظ إبراهيم في قصيدته "مصر" معتمدَينِ على الكلاسيكية الجديدة في منهجهما الشعري حيث استمدّ الشاعران من التراث الأدبي الثرّي للشعراء القدامى مادة لفظية ومعنوية في شعرهما، وأضفى كلٌّ منهما مسحة من الإبداع الفني على قصيدته، وعلى هذا الصعيد أخذت الدراسة وفق المنهج الوصفي التحليلي، تستعرض القواسم المشتركة والفوارق البارزة في الكلاسيكية الجديدة بين القصيدتين ولذلك تلقي نظرة شاملة فيهما من الناحية الفنية فكرةً، وموسيقى، وصورًا، وكذلك قامت بالموازنة بينهما في الاتجاه المعنوي سياسيًّا، واجتماعيًّا، وإنسانيًّا، وتأمليًّا، وبيّنت الفروق ما بين الشاعرين في المذهب الشعري وأسلوبهما وشخصيتهما وخصائص شعر كل منهما اللفظية، والمعنوية، وأخيرًا توصّلت إلى أنّ الفكرة المنصبّة في قصيدة الجواهري هي بثّ حنينه في الغربة استعانة بأسلوب المحاكاة، وعند حافظ الفخر ببلاده مصر عن لسان حالها، والتباهي بعريق تأريخها، ووُفّق کلا الشاعرین من ناحية الموسیقی الخارجیة والداخية إلّا أنّ قصيدة حافظ أخفّ إيقاعًا وأقلّ جرسًا، حیث إنّ ألفاظ قصيدة الجواهري ومعانيها تجمع بين الرقة والقوّة، وقصيدة حافظ ألفاظها سهلة المأخذ وألصق بالأفهام، ومن الناحية المعنوية فكلّ منهما أبرز ما يختلج في خاطره تجاه موضوعه الشعري، ومن الناحية التصويرية، فقصيدة الجواهري تتمتّع بالصور الشعرية المكثّفة، بيد أنّ قصيدة حافظ تقع دونها كمًّا وكيفًا، وتبيّن أنّ المذهب الشعري عند الجواهري يجمع ما بين الكلاسيكية والحداثة، فكانت شخصيته ما بين الظهور والخفاء، ومذهب حافظ الشعري لا يعدو عن الكلاسيكية؛ وعليه فقد غابت شخصيته وراء الأطر التقليدية.