زخرفة إطارات العقود في شبابيك وأبواب البلدة القديمة في مدينة الخليل

الملخص

يدور الحديث في هذا البحث حول دراسة وتوثيق الزخارف والأشكال الفنية المنقوشة على إطارات العقود في شبابيك ومداخل البيوت التراثية في البلدة القديمة في مدينة الخليل، والتي تركزت في الغالب على مفتاح العقد، وبعضها نقشت على العمود الفاصل بين شباكين متجاورين. وقد تبين من خلال هذا البحث العديد من النتائج أهمها أن الفنان المحلي قد التزم في نقش الأشكال الهندسية أو النباتية أو الكتابية دون أن يتم تسجيل أي شكل لكائنات من ذوات الأرواح، في حالة من الالتزام بتحريم رسمها. وتبين أن الأشكال الهندسية قد تنوعت بين شبه المنحرف، المعين، المربع، المستطيل، الشكل البيضاوي، الشكل المروحي والدائرة، إضافة إلى الأطباق النجمية والمضلعات الخماسية والسداسية. وأما الأشكال النباتية فقد تنوعت بين ورق الأكانثاس، سعفة النخيل، نبات دوار الشمس، ورق العنب، الورود الرباعية والخماسية والسداسية والسباعية والثمانية، الزنبق، والوردة الكأسية. وبين البحث أن النجوم بأنواعها قد حازت على نصيب كبير من الأشكال الزخرفية. أما التاريخ فقد تمت كتابته بالسنوات الهجرية في إشارة إلى تبعية المدينة للنظام العثماني الإسلامي في حينه. وكان نصيب الكتابات على عقود الشبابيك والأبواب قليل جداً، وهي إما أنها  كلمات التوحيد، أو البسملة أو أيات قرآنية، بخط رقعة حديث.

ومن نتائج البحث أيضاً إظهار التزام الفنان المحلي ببعض صفات الفن الإسلامي أثناء نقشه رسوماته مثل الإتزان، التناظر، الحركة، التكرار والتشابك، بينما لم نجده ملتزماً ببعض الصفات الأخرى مثل النقش ثلاثي الأبعاد، ملئ الفراغ، والبعد عن الشكل الطبيعي أو التحوير.

 وكشفت الدراسة أيضاً عن مدى ثراء أهل المدينة وعن القدرات الفنية للمعماريين الذين عاشوا في حقبة الدراسة. وإلى معرفة الأفكار والأيديولوجيات التي أثرت على الفنان والمعماري الذي أشرف على العمارة المحلية في مدينة الخليل. ومعرفة مدى التشابه والتنوع في هذه الزخارف. كما كشفت مدى تأثر الفنان في مدينة الخليل بالمحيط الثقافي الفلسطيني والعربي، والإقتباس منه.

 أما منهج الدراسة فقد اتبع الباحث منهج الدراسة الإحصائية والتوثيقية مدعماً بالتحليل التاريخي والفني، وقد تم جمع المادة البحثية من خلال الجولات الميدانية في بيوت البلدة القديمة في مدينة الخليل.