الأسلوبية العاطفية (Affective Stylistics) عند ستانلي فيش "النّظرية والتّطبيق".
الكلمات المفتاحية:
الأسلوبية العاطفية، ستانلي فيش، فعل الكلمات في شعر المتنبيالملخص
يصرّ النّاقد الأمريكيّ ستانلي فيش (Stanley Fish) على أنّ ما يعنيه النّص هو الخبرة الّتي ينتجها القارئ، ويرى أنّ السّلطة لمن يقرأ الكلمة، ومن هذا المنطلق دعا منذ مطلع السّبعينات من القرن الماضي إلى الاهتمام بالجانب الانفعاليّ في الأسلوبيّة فيما دعاه بـ"الأسلوبيّة العاطفيّة" (Affective Stylistics).
وتكمن مشكلة البحث في تقديم طريقة في التّحليل الأسلوبيّ قادرة على حلّ إشكاليّة بعض النّصوص والتّجارب الشّعريّة من خلال تعريف النّقاد العرب باتجاه "الأسلوبيّة العاطفيّة" وما يقدمه من إمكانيّات في التّحليل.
ويهدف هذا البحث إلى: الكشف عن مفهوم "الأسلوبيّة العاطفيّة"، والمؤثرات الّتي أنتجت نمط التّفكير الّذي يستند إليه فيش في ذلك من تأثير النّقد الجديد ومعارضته، وتأثير الفلسفة الظّاهراتيّة، ثمّ الكشف عن طبيعة القراءة الّتي يؤسّس لها في منهجه الأسلوبيّ، وذلك من خلال تتبّع منهجه التّحليليّ، وتطبيقه لهذا المنهج، ورفد ذلك بتحليل نموذج من شعر المتنبّي وفقًا للمفاهيم الّتي يقرّرها هذا الاتجاه في الأسلوبيّة.
ويستند البحث في هذا الموضوع إلى المنهج الاستقرائيّ؛ باستقراء التّشكل النّظريّ للأسلوبيّة العاطفيّة عند ستنالي فيش، فضلاً عن الارتكاز إلى تحليل نموذج شعريّ أسلوبيًّا لتوضيح جوانب النّظريّة وإمكانيّاتها التّطبيقيّة.
وقد توصّل البحث إلى أنّ الأسلوبيّة العاطفيّة تقوم على تحليل الاستجابات المتطوّرة تباعًا لدى القارئ خلال قراءته للكلمات إذ تتعاقب واحدة ًتلو الأخرى، وتهتمّ بالأثر النّاجم عن قراءة الكلمات في النّص لا معناها، من منطلق أنّ ما يفعله النّص ضدّ ما يعنيه. وقد أظهر التّطبيق على شعر المتنبي مدى إمكانيّة الاستفادة من هذا الطّريقة في التّحليل، ولذلك يُوصى بالاستفادة من هذه الاتجاه الأسلوبيّ في قراءة النّصوص والتّجارب الشّعريّة العربيّة قديمها وحديثها.