تاريخ لفظة "ترجم" في السياق الثقافي العربي (من عصر ما قبل الإسلام إلى العصر العباسي).
الكلمات المفتاحية:
ترجم، ترجمة، قبل الإسلام، صدر الإسلام، العصر الأموي، العصر العباسيالملخص
يأتي هذا البحث، "تاريخ لفظة "ترجم" في السياق الثقافي العربي (من عصر ما قبل الإسلام إلى العصر العباسي)"، في سياق المساهمة في ملء الفراغ الذي يعاني منه البحث العلمي العربي في مجال دراسات الترجمة بسبب ندرة الدراسات الخاصة بتعقب تاريخ لفظة "ترجم" في السياق الثقافي والترجمي العربي. ويحتكم هذا البحث إلى منهج تحليلي دياكروني تُحركه أسئلة جوهرية تهدفُ إلى وضْع اليد على بدايات المشكل في الزمن ورصْد أسباب هذا التقصير ومُسبباته والتعرّف على الفاعلين ممن ساهموا في تشتيت المصطلح الترجمي على مدى عصور الترجمة وتحْديد المسؤوليات السياسية للأنظمة السياسية المتعاقبة على تدبير الشأن العام العربي-الإسلامي في التأثير على التعبيرات الرمزية للفعل الثقافي من خلال التحكم في المصطلحية العربية وتوجيهها الوجهة التي توافق صورة النظام السياسي القائم.
ويعتمد البحث، في كل هذا، على الحفر في طبقات تشكل لفظة "ترجم" من خلال النبش في الوثائق اللغوية المجمعة عبر التاريخ العربي ومقارنتها بعضها ببعض في زمانها ثم مع مُقابِلاتها في زمننا هذا بحيث خلص إلى النتائج التالية: أن الترجمة، في الثقافة العربية القديمة، كانت جزءاً من التواصل العام ولم يكن لها "اسم" يميزها كما لم يكن لها "فعل" يصفها ويميزها عن غيرها من أشكال التواصل كـ"الكتابة" و"القراءة"؛ وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول من استعمل الفعل "ترجم" خلال البعثة النبوية؛ وأن الفعل "أبلغ" كان الفعل البديل في زمن الخلافة الراشدة للفعل "ترجم" الذي ساد في زمن البعثة النبوية؛ وبينما اختارت الثقافة الأموية لفظة "فسر" للإحالة على فعل الترجمة، دققت الثقافة العباسية أكثر في الموضوع واختارت "نقل" للترجمة الحرفية و"ترجم" للترجمة الحرة.