إستراتيجية التكثيف في التحليل النقدي للخطاب: دراسة تطبيقية في الخطاب السياسي العربي.
الكلمات المفتاحية:
إستراتيجية التكثيف، التحليل النقدي للخطاب، الخطاب السياسي، المقاربة التاريخية للخطاب، وسائلالملخص
تتناول هذه الدراسة إستراتيجية التكثيف، وهي إحدى الإستراتيجيات التي وظفتها المقاربة التاريخية في التحليل النقدي للخطاب. تهدف الدراسة إلى توضيح المقصود بهذه الإستراتيجية نظرياً وتطبيق ذلك على نصوص سياسية عربية. وتهدف أيضاً إلى الكشف عن وسائل التكثيف التي توجد في نصوص مجال السياسة. تتعدد الوسائل التي يستخدمها منشئ أي خطاب لتكثيفه في حال أراد ذلك، وكذلك تتنوع الخطابات باختلاف انتمائها إلى مجالات معينة؛ مثل: السياسة والقانون والطب والتاريخ والأدب وغيرها، ولكل مجال من هذه المجالات أنواع أو أوعية تدخل ضمنه؛ فمجال السياسة - مثلاً - يتضمن خطابات متنوعة؛ مثل: خطابات الرؤساء والمقابلات التلفزيونية، والنقاشات البرلمانية، وغيرها، ولكل نوع من هذه الأنواع ما يميزه عن الآخر والظروف التي يمر بها، وهي ما تجعل الحاجة إلى توظيف التكثيف مطلباً أم لا. اهتم التحليل النقدي للخطاب بهذا التنوع وكان له مقارباته التي سلطت الضوء على الخطابات السياسية تحديداً، ووُظِّفت لأجل ذلك مفاهيم وإستراتيجيات منها إستراتيجية التكثيف؛ وعليه فإن من المهم دراسة هذه الاستراتيجية والكشف عن وسائلها من خلال الخطابات السياسية العربية. عرَّفت الدراسة استراتيجية التكثيف وتعرضت لعدد من المفاهيم النظرية المهمة التي ترتبط بالإستراتيجية وتطبيقها، وهي التحليل النقدي للخطاب، والمقاربة التاريخية للخطاب، والخطاب السياسي؛ وذلك من أجل فهم أوسع للجانب النظري. اعتمد التحليل على منهج استقرائي وتحديد الحالات التي حدث فيها تكثيف للمعنى، ومن ثم تصنيفها؛ مما يجعل من الممكن تحديد وسائل التكثيف في الخطاب السياسي. أظهرت النتائج تعدد الوسائل التي يمكن توظيفها لتكثيف المعنى في الخطابات السياسية، وهي تتمثل في بعض الوظائف النحوية والصيغ الصرفية والدلالات المعجمية ووظائف الربط النصية، ويمكن أن نقول: إن أهمها: الصفة، وهي غالباً ما تكون على صيغ صرفية محددة، وكذلك العطف، والدلالة المعجمية للكلمة، والتكرار، والنفي، وغيرها. وأظهرت النتائج أيضاً أن الخطاب السياسي، خصوصاً خطابات الأزمات، يتصف بالتكثيف بصورة متعددة جداً، وأن نوع/وعاء النص له دوره وأثره فيما يتعلق بالتكثيف إذا ما كان مُوظَّفاً على نحو واسع أم لا.