الشعرية في كتاب (عيار الشعر) لابن طَباطَبا.

الملخص

تحفل الدراسات النقدية القديمة بمسارات تقترب رؤاها من تنظيرات الاتجاهات النقدية الحديثة، ومنها الشعرية، فالنقد العربي القديم يمثّل ينبوعاً دافقاً ومكوّناً أصيلاً في التراث الأدبي واللغوي للأمة؛ لذلك حاولت هذه الدراسة إضاءة جوانب في الشعرية، ومقاربة المفاهيم النقدية للشعرية في كتاب (عيار الشعر) لابن طباطبا العلوي (ت322هـ). وجرى تقسيم هذه الدراسة إلى ثلاثة أقسام، أعطى القسم الأول نبذة عن الشعرية ومفاهيمها الحديثة، وعرّجت الدراسة في القسم الثاني على الرؤية النقدية ومدى مقاربتها للشعرية في كتاب (عيار الشعر)، واستجلى القسم الثالث ثلاث أدوات شعرية في عيار الشعر، وهي: التبديل، والتنسيق أو النسج، والتخفي أو التعريض، بوصفها مرادفات للشعرية. وتبين بوساطة العرض والتحليل أن كتاب (عيار الشعر) لابن طباطبا مثّل أنموذجاً للرؤية النقدية المقاربة للشعرية نظرياً وتطبيقاً، وذلك بتحديده ضوابط الشعر وفق أسس علمية فنية، جعلتها تندرج ضمن المسارات النقدية للشعرية، واتضح أن هذه الأدوات تقترب من معالجة الشعرية المعروفة حديثاً.