أسلوب الحجاج في كتب الخصومة في التراث العربي بحث في إستراتيجيات الإقناع.
الملخص
بلغت الخصومة بين القدماء والمحدثين في التراث العربي ذروتها لما اختصم نقاد الأدب حول شعر أبي تمام؛ فانبرى أبو القاسم الآمدي (ت 371 هـ) ينتقص من شعر أبي تمام، ويحطّ من قدره، ويعلي من شعر البحتري ويقدِّمه باعتباره يمثّل طريقة القدماء أو "عمود الشعر"، وفي المقابل وقف أبو بكر الصّولي (ت 336 هـ) على طرف نقيض من الآمدي؛ إذ أوقف قلمه للدفاع عن أبي تمام، والإعلاء من شعره. إن الظاهرة البلاغية والحجاجية التي تستدعي النظر في هذه الخصومة حول هذين الشاعرين أن الآمدي والصولي قد كتبا كل ما كتباه دون أن يصرح أحد منهما بتفضيله شاعراً من الشاعرين على الآخر، بل إن الآمدي رفض في أكثر من موضع من كتابه (الموازنة) أن يصرح باسم الشاعر الذي يقدِّمه من الطائييْن. ومادام التصريح في بعض المواضع لا يؤدي الوظيفة الحجاجية المطلوبة بالقوة التي تؤديها بعض الإستراتيجيات الحجاجية الإقناعية، فقد عمد الآمدي والصولي إلى استخدام عدد من هذه الإستراتيجيات في سبيل إقناع المتلقي. ومن ثمّ، ينطلق هذا البحث من كون النصين: "أخبار أبي تمام" و"الموازنة" نصين حجاجيين؛ فهو يسعى إلى الكشف عن أبرز الإستراتيجيات الحجاجية التي توسَّل بها المؤلفان إلى التأثير في المتلقي، وإقناعه بوجهة نظرهما. وقد حاول البحث تصنيف هذين النصين بالاستعانة بنظرية أنواع النصوص، ثم درس البحث إستراتيجيات الإقناع في الكتابين؛ فدرس إستراتيجيتي (السُّلطة) و(التأطير) في كتاب الصولي، وإستراتيجيتي (التسلط) و(الحوار الضمني) في كتاب الآمدي. وقد اتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي.