فضيلة التواضع في المجتمع الكويتي: دراسة فلسفية وتطبيقية.

الملخص

تعد فضيلة التواضع من الفضائل الأخلاقية الغريبة والمثيرة للجدل، فعلى الرغم من أن هناك العديد من الباحثين الذين يتحلّون بهذه الفضيلة ويَدْعون إليها، وعلى الرغم من ارتباط هذه الفضيلة ارتباطاً مباشراً بفضائل أخرى كالتسامح، أو رذائل أخلاقية كالنرجسية، إلا أن الدراسات العلمية والأكاديمية - سواء كانت تطبيقية أم نظرية - التي تتناول هذه الفضيلة محدودة جداً في الأدبيات الغربية عموماً وتكاد تنعدم في الأدبيات العربية خصوصاً، حتى وصفها بعضهم بأنها أكثر الفضائل الأخلاقية إثارة للجدل. ويعود السبب إلى طبيعة هذه الفضيلة الفريدة، التي تثير بعض التحديات في المجالين النظري والتطبيقي للباحثين في فلسفة الأخلاق وعلماء النفس والسلوك. فمثلاً في الفهم النظري المتعارف لفضيلة التواضع، سنجد أنها تتطلب نوعاً من الذل والخضوع والتدني في احترام الذات (low-self esteem)، وهذا يعد من السلوكات والصفات غير المحبذ التحلي بها في علم النفس، ولكن على الرغم من ذلك يعدّها بعضهم فضيلة أخلاقية يجب التحلي بها. وكما أن هناك اختلافًا على فهم هذه الفضيلة وتعريفها نظرياً، فهناك اختلاف على منهجية قياس هذه الفضيلة وطريقتها تطبيقياً. هذا البحث ينقسم إلى جزئين أساسيين؛ الجزء الأول يتناول الجانب النظري للتواضع باستخدام منهج التحليل الفلسفي؛ حيث سنتطرق إلى مفهوم التواضع في التراث الإسلامي، وفي الفلسفة المعاصرة. أما الجزء الثاني من البحث، فسيتناول دراسة تطبيقية للتواضع في المجتمع الكويتي باستخدام المنهج الكمي؛ حيث تهدف هذه الدراسة لقياس فضيلة التواضع وعلاقتها مع دخل الفرد والدرجة العلمية، وكذلك لمقارنة نتائج الدراسة في المجتمع الكويتي مع الدراسة الأصلية لكل من (رايت ونادلهوفر) وزملائهما في بحثهم الموسوم بـ: مهما كنت متواضعاً: مقترح لمقياس وحساب ثنائي لفضيلة التواضع.