(التعاطف): دراسة في دلالة اللفظ واستعماله؛ من القرن الأول حتى نهاية القرن الثالث عشر الهجري.
الكلمات المفتاحية:
التغير الدلالي، الدلالة المعجمية، التعاطف، تاريخ الألفاظ، المعجم التاريخيالملخص
يسجّل لفظ (التعاطف) حضوراً لافتاً في اللغة المعاصرة؛ في لغة الحياة اليومية، وفي اللغة الإعلامية، ويتعالق مع العديد من المجالات الثقافية والمعرفية، منها: الفلسفة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، والتربية، وفي الخطاب السياسي، وغيرها. وعلى تلك الأهمية والحضور، لم أجد دراسة تهتم بتأريخ اللفظ في العربية.
يقدم هذا البحث محاولة لرصد تاريخي لورود اللفظ وتحولاته في النصوص العربية، من القرن الأول حتى نهاية القرن الثالث عشر الهجري.
درس البحث المعاني التي أحال إليها اللفظ في الاستعمال –تبعاً لورودها في النصوص- بمنهج دلالي بنيوي، وحلَّل مكونات المعنى، بفحص جانبين أساسيين: أنواع الممارسات التي أحال إليها اللفظ في الاستعمال، ودوائر العلاقات التي وقعت فيها تلك الممارسات، ورصَد تلك المعاني بمقاربة زمانية بنيوية، صُنِّفت فيها المعاني تصنيفاً موضوعياً، مع ترتيبها ترتيباً زمانياً -حسب الأقدم-.
وتكمن أهمية البحث في محاولته لدراسة اللفظ في خصوصيته الثقافية؛ بوصفه معبراً عن البنية الثقافية والاجتماعية للجماعة اللغوية في تلك الحقبة. وخَلُص البحث إلى أن اللفظ في الاستعمال قد ورد معبراً عن معانٍ عدة، منها: التعايش؛ بوصفه نوعاً من السلوك التواصلي الحيوي بين الخلائق، والتعاطف بوصفه حركة فيزيائية تتضمن: الالتفاف، والتوشح والاشتمال، والاجتماع والمعاودة، والتعاطف بوصفه ممارسة شعورية فاعلة تتضمن سلوكاً تضامنيّاً ماديّاً، أو حالة وجدانية، أو مواقف فكرية وإيمانية، أو ممارسات أخلاقية عامة تدعو إلى الفضائل، وإلى الدين، وغيرها.