اللسانيات الحديثة والبحث عن أنموذج علمي.
الكلمات المفتاحية:
المقاربة الاستنباطية-الأكسيومية، الأنموذج العلمي، لسانيات تشومسكي، الفيزياءالملخص
يدور موضوع هذه الدراسة حول أثر العلوم الطبيعية الأكثر تقدّماً على التنظير اللغوي. لقد ظلّت دراسة اللغة لقرون طويلة تحت عباءة الفلسفة، لكن بعد أن وصلت العلوم الطبيعية، لا سيّما الفيزياء، إلى مرحلة من النضج المنهجي، بدأت اللسانيات، بوصفها العلم المختص بدراسة ظاهرة اللغة، في محاولة الانضمام إلى تلك العلوم، وهي محاولة لم تكن سهلة على الإطلاق على الرغم من الجهود التي قام بها العديد من اللسانيين من مختلف المدارس الفكرية على طريق الوصول إلى ما يُمكن أن نطلق عليه "علْمَوَة البحث اللساني". تهدف هذه الدراسة إلى تقييم المحاولات التي قام بها ثلاثة من كبار اللسانيين في ردم الهوة بين علم اللغة والعلوم الطبيعية الأكثر تقدّماً، مُحاجّاً أنّ كلاً من دو سوسير وبلومفيلد وتشومسكي اشترك في غاية واحدة، وهي استخدام المقاربة الاستنباطية- الأولية (الأكسيومية) في دراسة ظاهرة اللغة، وأنّ تلك الغاية لا تخلو من معضلات تعود إلى طبيعة موضوع الدراسة (أي اللغة). تنتقل الدراسة - بعد ذلك - إلى تسليط الضوء على بعض المحاولات الحديثة في التعامل مع لسانيات تشومسكي بوصفها علماً يقف على قدم المساواة مع الفيزياء النظرية؛ حيث يلفت الانتباه إلى ما تنطوي عليه تلك المحاولات من مبالغة، وذلك من خلال تبيان بعض الفروقات الجوهرية بين النظرية اللغوية والنظرية الفيزيائية.