الفضاء الاجتماعي من منظور الفينومينولوجيا الوجودية لموريس ميرلوبونتي: دراسة نقدية لمنهجية إميل دوركايم.
الكلمات المفتاحية:
موريس ميرلوبونتي، إميل دوركايم، الفينومينولوجيا الوجودية، التجسدالملخص
تكشف هذه الدراسة عن جوانب الإخفاق في منهجية عالم الاجتماع إميل دوركايم، الخاصة بتفسير الظواهر الاجتماعية التي عرض لها في كتابه "قواعد المنهج في علم الاجتماع". وسيتم الكشف عن جوانب الإخفاق من خلال الاستعانة بفلسفة التجسد للفيلسوف موريس ميرلوبونتي؛ إذ بوساطتها سنوضح مدى خطأ ومحدودية النتائج الأنطولوجية والإبستمولوجية التي آلت إليها منهجية دوركايم في دراسته للظواهر الاجتماعية. وترجع الإخفاقات والمحدودية في نتائج مشروع دوركايم البحثي إلى تأثر منهجيته ببعض الافتراضات الزائفة المتعلقة بالثنائية الديكارتية والفكر الوضعي . وتوضح الدراسة أثر هذين الفكرين في تشكيل منهجية دوركايم وآرائه، وبخاصة ما يتعلق منها بالجانب الأنطولوجي الذي تفسرعلى أثره الظواهر الاجتماعية كأشياء، يتبعه الجانب الإبستمولوجي المتعلق بخارجية خصائص هذه الأشياء. وتتبع الدراسة المنهجية الفينومينولوجية الوجودية لميرلوبونتي، التي تكشف عن مستوى من الوعي المتجسد الذي يؤسس، بدوره، لانفتاح الذات على العالم الاجتماعي كذات متجسدة. وتقترح هذه المنهجية حلولاً تمهد الطريق نحو الكشف عن حقيقة الظاهرة الاجتماعية ، بالإضافة إلى توضيحها لجذور معرفة عالم الاجتماع ومعاييرها وحدودها. وبإزاء ذلك تعرض الدراسة أزمة العلوم الإنسانية من منظور ميرلوبونتي، مع بيان أهمية المنهجية الفينومينولوجية الوجودية المرتبطة بفلسفة التجسد في الكشف عن نشأة الظواهر الاجتماعية وتشكيلها في العالم. ومن وجهة نظرنا، تتجلى أهمية هذه المنهجية في إثراء الدراسات الاجتماعية، وبخاصة فيما يتعلق بفهم أنطولوجية تشكيل الظواهر الاجتماعية، التي تقوم على أسس بين- ذاتية، وعلاقات بنيوية. كما تتجلى أيضاً أهمية هذه المنهجية في كشفها عن الجذور المعرفية للظاهرة الاجتماعية من خلال أسبقية الإدراك، والمعرفة المتجسدة.