من إشكاليات المصطلحات النقدية: الصنعة أنموذجاً.
الكلمات المفتاحية:
الصنعة، المصطلح النقدي، إشكاليات المصطلح، التعدد الدلالي للمصطلحاتالملخص
تروم هذه الدراسة إلى الكشف عن الإشكاليات التي اعترت الصنعة، وما طرأ عليها من تحولات دلالية في سياقاتها المختلفة، وتسليط الضوء على طبيعة الوعي الاصطلاحي في التأسيس للمصطلحات في المدونة النقدية القديمة من خلال مصطلح الصنعة، الذي كان محل عناية كبيرة من جلّ الدراسين القدامى إثر تناولهم له في قضية شغلت حيزًا كبيرًا من محاور اهتماماتهم، وهي ثنائية الطبع والتكلف أو الطبع والصنعة؛ وهو ما من شأنه أن يعكس الأهمية العامة لهذه الدراسة، فضلاً عن خصوصيتها في الكشف عن المنظومة الاصطلاحية لهذا المصطلح ودلالاته المختلفة، من خلال تناول الإشكاليات التي أحاطت بتعدد المدلول، والتي أدّت إلى ضبابية في مفهومه، مثلت المشكلة الرئيسة في الدراسة، وقد جاءت في مبحثين، هما: الاحتكام إلى الدلالة اللغوية، والتناقض بين المدلولات، سواء في الصنعة أو المشتقات الصرفية التي انبثقت منها: كالصناعة والمصنوع والتَّصنع والتَّصنيع، وقد اعتمدت في ذلك على المنهج الوصفي التحليلي؛ بُغية الإبانة عن كل التحولات الدلالية التي شهدتها الصنعة ومشتقاتها، ومن النتائج التي توصلت إليها: ضرورة دراسة المصطلح النقدي القديم في ضوء سياقاته؛ فالصنعة ذات مفهوم محايد منها: المستحسن، والمستهجن . وفي الوقت نفسه فالصنعة ذات دلالات متعددة ومتناقضة؛ لذا فالموجّه لهذه الدلالات هو السياق لِما يحمله من تراكمات فكرية تؤطر لحيثيات المصطلح ونشأته في المدونة النقدية القديمة التي لم تخل من قصور بالوعي المصطلحي يبرره طبيعة البدايات ونشأتها التي لا تقارن بما وصلت إليه العلوم الحديثة من التقدم والتطور في العناية بالتأسيس للقضية الاصطلاحية في كل المجالات، هذه الظاهرة التي تعاني منها كل اللغات في سائر الأقطار والمجالات. لذا توصي هذه الدراسة بضرورة رعاية المؤسسات المجمعية للقضية الاصطلاحية، سواء في عدم قصر عنايتها على الشق اللغوي لها دون المعرفي، أو في ضرورة توحيد المجامع لجهود المشتغلين بها بعمل لجان متخصصة بكل مجال معرفي.