الأمراض والأوبئة في نيسابور منذ مستهل القرن الثالث الهجري حتى منتصف القرن السادس: مقاربة تاريخية.
الملخص
شهدت نيسابور في الفترة الممتدة منذ مستهل القرن الثالث الهجري وحتى منتصف القرن السادس العديد من الأمراض والأوبئة، التي تعددت أسبابها ما بين كوارث طبيعة؛ مثل: السيول، والعواصف، والزلازل، والجفاف، وأخرى بشرية؛ مثل: الاضطرابات السياسية التي كانت تحدث من حين لآخر. تعد الطواعين، والجذام، والجدري، والحصبة، والخوانيق، من الأمراض والأوبئة التي انتشرت آنذاك وجاء موقف المجتمع مختلفًا في التعامل معها؛ نتيجة التفاوت الطبقي والثقافي بين سكان نيسابور في ذلك الوقت. كان للسلطات الحاكمة موقف إزاء تلك الكوارث التي تحل بالبلاد؛ إذ كانت تتخذ بعض الإجراءات التي من شأنها التخفيف عن كاهل الناس أثر الأزمة، وذلك من خلال الأوقاف التي تقدم أنواعًا من الرعاية الاقتصادية والصحية. تركت الأمراض، والأوبئة، وما تعرضت نيسابور له من كوارث طبيعية العديد من النتائج السلبية والآثار على المجتمع، خاصةً على المجالين الاقتصادي والاجتماعي.