تراجم الأعلام في مجلة المنار 1898-1935 دراسة وتحليل.
الكلمات المفتاحية:
الأعلام، مجلة المنار، محمد رشيد رضا، الصحافة، مصرالملخص
تهدف هذه الدراسة إلى تحليل ما نشرته مجلة المنار، الصادرة في القاهرة ما بين سنتي 1898و1935م، من تراجم لعدد من الأعلام والشخصيات العربية والإسلامية. وتكمن مشكلة الدراسة في توضيح منهجية مجلة المنار، وصاحبها الشيخ محمد رشيد رضا 1865-1935م، في اختيار الأعلام والشخصيات المترجم لهم، وتحليل المعايير المتبعة في تحديد الشخصية التي تنشر المنار ترجمة لها، كما تُعنى الدراسة بالكشف عن ملامح خريطة توزّع الأعلام المُترجَم لهم من الناحية الجغرافية، إلى جانب التعريف بخلفياتهم الفكرية والسياسية، والمجالات التي اشتهروا فيها. وتعنى الدراسة أيضاً بمنهجية كتابة التراجم وتقنياتها التي اعتمدها محمد رشيد رضا وسواه من الكتّاب الذين كتبوا التراجم في مجلة المنار، ودراسة مصادرهم في هذه الكتابة، كما عنيت الدراسة بتحليل مضامين التراجم التي نشرتها مجلة المنار. وتكمن أهمية هذه الدراسة فيما تقدمه من خدمة للباحثين في الشؤون والقضايا العربية والإسلامية، خلال الفترة في أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، وما تعرضه من معلومات تعرّف بأبرز الأعلام والشخصيات في تلك المرحلة الحافلة بالتحولات والأحداث والقضايا. وتعدّ تراجم المنار مصدراً أولياً لتعرّف مزيد من التفاصيل الخفيّة حول الأعلام والأحداث والقضايا التي لم يكن من الممكن ظهورها إلا عبر هذا السياق من المكاشفة الوجدانية، التي كان يمارسها صاحب المنار وغيره من الكتاب وهم يكتبون هذه التراجم. اعتمد الباحث منهجية البحث التاريخي مقترنة بمنهجيتي الوصف والتحليل، وذلك بإجراء مسح شامل لمجلة المنار بمجلداتها الخمسة والثلاثين، التي صدرت على مدار سبعة وثلاثين عاماً، وجمع للمادة المتعلقة بالتراجم، وتصنيفها، وتحليلها وعرضها في إطار وصفيّ تحليلي. وخلصت الدراسة إلى أن محمد رشيد رضا امتلك معاييره الخاصة التي يستند إليها في اختياره الأعلام الذين يُترجم لهم، كما كان له منهجه في كتابة التراجم من حيث العناوين والمضامين والتوثيق والاقتباسات ونشر الوثائق والمراسلات، وإبداء موقفه اتفاقاً أو اختلافاً مع الأعلام المترجم لهم، وجرى تطبيق هذه المعايير على جميع التراجم المنشورة في المنار، سواء تلك التي كتبها محمد رشيد رضا أو سواه. وتؤكد الدراسة الحاجة إلى مزيد من الدراسات في مجلة المنار؛ بوصفها مصدراّ تاريخياً مهماً.