الطقوس الأدائية للبنية الثلاثية في قصيدة التوسل.
الكلمات المفتاحية:
قصيدة التوسل، الشعر الجاهلي، اللغة الشفاهيةالملخص
يدرس البحث قصيدة التوسل (supplication poem) في الشعر الجاهلي، ويأخذ نموذجاً عليها قصيدة علقمة الفحل للملك الحارث، منطلقاً من أهم الدراسات النقدية الأجنبية التي درست شعر التوسل في المجتمعات العتيقة اليونانية والرومانية، مثل دراسات ماثيو كلارك وكيفين كروتي وفريد نايدين. يهدف البحث إلى رصد المظاهر الشعائرية التي تؤديها قصيدة التوسل الجاهلية عن طريق بنيتها الثلاثية الشهيرة. أما المنهج المتبع؛ فإنه منهج بيني يقارب النص الشعري معتمداً على ما توصلت إليه الدراسات الحديثة للعلوم الإنسانية مثل علم الإنسان (anthropology) التي تفسر لنا بعض الظواهر الشائعة لدى الفرد والمجموعة لغةً وتفكيراً في المجتمعات اليونانية والرومانية العتيقة ذات اللغة الشفاهية. توصل البحث إلى عدد من النتائج، منها أن نظريات علم الإنسان وما أقرته من خصائص للثقافة الشفاهية كانت مفتاحاً ناجحاً لفهم ظاهرة الأقسام الثلاثة في القصيدة العربية باعتبار المحسوسات التي تحتوي عليها، مثل الأطلال والناقة والمحبوبة، وأن من وظائف القصيدة في الثقافة الشفاهية وظيفة التخليد وهي وظيفة لا تنجح في تحقيقها باللغة الشفاهية إلا بعض النصوص ومن بينها القصائد، كما أن البحث يفرق بين قصائد الاعتذار التي نالت قسطاً كبيراً من عناية الدارسين العرب وقصائد التوسل التي بدأت تنضج جيداً في الدراسات النقدية الأجنبية.