عود الضمير على غير الأقرب في القرآن الكريم ووظائفه النصية.
الملخص
تتناول هذه الدراسة ظاهرة لغوية مثيرة للتأمل في النص القرآني؛ هي عود الضمير على غير الأقرب، وهي ظاهرة تخالف أصلاً لغويّاً مشهوراً. وبهذا الصددِ طرح البحث سؤالاً عن الجدوى النصّية لهذا التجاوز الأسلوبي، والوظائف التي يضطلع بها في النص القرآني، وفي هذه السبيلِ سلكت الدراسةُ منهجاً جمع بين الاستقراء والوصف والتحليل بغية معالجة مشكلة البحث والوقوف على أجوبة موضوعية لأسئلته. وقد انتهى البحثُ من درسِه للشواهد الكثيرة لهذه الظاهرة في النص القرآني إلى مجموعة من النتائج، تمثّلَ أهمُّها في رصد خمسٍ من الوظائف أو القِيَم النصية التفصيلية لها فيه، وهي قِيَمٌ متنوِّعة الجهات؛ ما بين تركيبيّة ودلاليّة وتداولية، وكثيراً ما يجتمعُ بعضُهنّ في الموضع الواحد بما يزيد ثراءَ دلالةِ النَّصِّ وكفاءتَه الخِطابِيّة. وهي: أولاً: توسيع مدى السبك الإحالي. ثانياً: تبئيرُ موضوعِ الخطاب/ المحَدَّث عنه. ثالثاً: استيقاظ العقل إلى تثوير القرآن وتأمل القرائن النصّية. رابعاً: استيقاظ العقل إلى إثارة مخزونه المعرفي وتأمل القرائن الثقافية/ التداولية. خامساً: إثراء وجوه الدلالة.