المرأة والمدينة في رواية (موت صغير) وهم الحب وتجليات التصوف.

الملخص

يقدم هذا البحث دراسة للمنجز السردي "موتٌ صغير" للروائي السعودي محمد حسن علوان، وهي رواية تُعزى إلى ما يعرف إبداعيّاً بــ"التخيّل التاريخي". وتتناول الرواية حياة شيخ الصوفية الأكبر "محي الدين بن عربي"، وعلاقته بالحبّ والتصوّف. وعلى الرغم من الصيت الواسع الذي ظفرت به الرواية موضوع الدراسة، سواء ما يتعلّق بجودة سبكها، أو جزالة أسلوبها، أو القدرة الفائقة على صياغة حبكتها، فضلاً عن فوزها بالجائزة العالمية للرواية العربية "بوكر" لعام 2017م، فإن ندرة الدراسات العلمية الجادة حولها يسيرة جداً، وهو سبب من الأسباب التي دفعتْ الباحثة لدراستها، فضلاً عن المفارقة التي صنعها الروائي في منجزه السردي، والمتمثّلة في حضور هيمنة حبّ المرأة وسلطته، إلى جانب سلطة المدينة مقترنةً بالتصوّف على حدٍّ سواء، وهو أمرٌ يندر حضوره في هذا النوع الإبداعي الذي يقوم على التخيّل التاريخي، ويتوجّسُ من ذكر الحبّ والمرأة لارتباطها بالتوثيق التاريخي. وسنتناول في هذا البحث المرأة والمدينة في الرواية موضوع الدراسة. ونظراً للحضور الكثيف للمرأة والمدينة في الرواية، اقتصرت الدراسة على دراسة النساء الأكثر حضوراً في الرواية وارتباطهنّ بالمدينة. وقد تناولتْ الدراسة أربعة نماذج نسائية هي: الأم، والأم الروحية، والزوجة، والعشيقة، وصور ارتباط هذه النماذج النسائية بخمس مدن تمثّلتْ في: مرسيّة، وإشبيلية، ومكّة، وبغداد، وملطيّة. وستقف الدراسة عند هذا الارتباط بين المرأة والمدينة وعلاقتها بالذات الساردة، تلك الذات التي شكّلتْ التجليّات الصوفية فيها ملامح هذا الارتباط وكنهه.