الفلسفة والسينما من التباس العلاقة إلى ممكنات الحوار.
الملخص
تحاول هذه الدراسة أن تقدم إطاراً مقترحاً لدراسة الفيلم السينمائي عبر تحديد ممكنات العلاقة بين السينما والفلسفة واستعراض المواقف المختلفة تجاه الفيلم السينمائي؛ بغية الوصول إلى صيغة ملائمة لطبيعة العلاقة المفترضة بين الفلسفة والسينما، وتنطلق الدراسة من فرضية مفادها خصوصية اللغة السينمائية؛ فالسينما مجال قائم بذاته، ومحاولة تحديد مجال تقاطع الفلسفة بالسينما لا يعني تبعية السينما للفلسفة أو العكس، بل تعني أن كلتيهما: الفلسفة والسينما، رؤية للعالم، وهذه الأرضية المشتركة التي تجمعهم تسعى هذه الدراسة إلى إظهارها ومن ثم ترسيخها. على أن الدراسة لا تكتفي قط بالمناقشة النظرية لفرضية الدراسة فقط بل تنطلق أيضاً إلى محاولة تقديم نماذج تطبيقية تؤكد هذه الفرضية. وقد اخترنا لذلك نموذجين متباينين، أحدهما يقارن بين بعض المفاهيم والأفكار التي قدمها فريدريك نيتشه وتلك التي قدمها المخرج الأمريكي كوانتين تارنتينو، والآخر يقارن بين حضور فكرة أطروحة موت الواقع في الفلسفة وحضورها في الفيلم السينمائي. وتتبع الدراسة المنهج التحليلي المقارن من أجل إثبات فرضيتها.