من منطق الجهات إلى فكرة العوالم الممكنة.
الكلمات المفتاحية:
.الملخص
منطق الموجهات هو جزء من مباحث المنطق التقليدي، لكن هذا المجال توسع كثيراً، وعرف عدة تحولات في دراسة جهة الضرورة والإمكان والاحتمال، كما أسفر عن ظهور جهات جديدة خاصة بعد أن تطورت وتفرعت الموجهات إلى موجهات معرفية وموجهات أخلاقية وموجهات الاعتقاد...؛ الأمر الذي سمح بظهور أنواع جديدة من المنطق الجهوي. وقد استفاد هذا التحول من معطيات علم الرياضيات والفيزياء واللغة، وانعكس عليها أيضاً، وقد ارتبط بعدة إشكاليات أدت إلى فتح باب الحديث عما أصبح يعرف" بالعوالم الممكنة " التي أصبحت من بين المواضيع الأكثر تداولاً في الدرس المنطقي المعاصر في نتائجها ومجالات توظيفها. تنطلق فكرة العوالم الممكنة من التسليم بوجود جملة من العوالم، من بينها العالم الواقعي، أما باقي العوالم فهي عوالم ممكنة، وتنطلق في تحليلاتها من منطق الجهات، الذي يقوم على أساس أن قضية ما تكون ضرورية إذا ما صدقت في جميع العوالم الممكنة، وتكون ممكنة إذا صدقت في عالم ممكن واحد على الأقل، وتكون مستحيلة إذا كذبت في كل العوالم الممكنة، وتكون محتملة إذا صدقت في عوالم ممكنة وكذبت في عوالم ممكنة أخرى. الإشكالية: كيف انعكس البحث في منطق الموجهات على ظهور فكرة العوالم الممكنة؟. وما هي الإشكاليات المنطقية التي صاحبتهما؟. ولتحليل هذه الإشكالية سأعتمد على منهج تاريخي تحليلي لبحث أصول هذه الفكرة ومدى مساهمة الرياضيات والمنطق في تطويرها وتوسيعها.