في التحليل النصي للشعر - قراءة نحوية دلالية في قصيدة (لمن طلل أبصرته فشجاني) لامرئ القيس.
الملخص
هذا البحثُ محاولةٌ لربطِ النحوِ بالشعرِ، وتوظيفِ النحوِ في فَهْمِ الشعرِ واستيعابِه، ومعرفةِ أبعادِهِ ومراميهِ من خلال بنيته اللغوية، وتفسيرِ النَّصِّ وبيانِ قيمته من خلال العَلاقات النحوية، والحرص على أن يكون للإعراب دورٌ في تحليل الشعر وتفسيره، وعدم إقصائه من ساحة التحليل، وقد اخترت لذلك قصيدة امرئ القيس (لمن طلل أبصرته فشجاني)، وهي القصيدة الثامنة من رواية الأصمعي من نسخة الأعلم، بعدما قرأت ديوان هذا الشاعر العظيم الذي يمثل شعرُه مرحلةَ الصفاء والنقاء والسَّخاء فامتلأت نفسي اعتزازاً بتراثنا وإكباراً له، وليس من همِّي هنا بطبيعة الحال تتبعُ حياة الشاعر؛ لأن الهدف ليس هو دراسة حياته، وإنما هدفي تحليل قصيدته وتفسيرها، والتعامل مع شعره ولغته مباشرة، والتركيز على فهم الشعر من خلال الشعر نفسه من منطلق الاعتقاد بأن الشعر ينطوي على مفاتيح أسراره، ويهدي بعضُه إلى فَهم بعضه، وقد اعتمدت المنهج الوصفي التحليلي الذي يتناول كل مكونات القصيدة بالتحليل، وتأمّل كل كلماتها وجملها لمعرفة الأبعاد الدلالية المستكنة في تراكيبها، والبحث عن روابط جملها ومفرداتها، واختبار مدى ترابط النص وتماسكه، وإظهار العَلاقات النحوية في بنائه ونسيجه، وفكّ رموزه وإشاراته من خلال بنائه اللغويّ.