جيش الرب للمقاومة 1987- 2012: دراسة تاريخية.

الملخص

تعرض هذه الدراسة لمرحلة دقيقة من تاريخ أوغندا الحديث والمعاصر، إلى جانب تسليطها الضوء على فصول صراع محموم، لاتزال تعاني منه قارة إفريقيا حتى اللحظة، والكشف عن الانتهاكات الخطيرة لتنظيم جيش الرب للمقاومة ضد السكان الريفيين العزل. تتمحور مشكلة الدراسة في الرغبة بالإحاطة بمعضلة جيش الرب للمقاومة وخطورته على مستقبل البلاد، لاسيما أنه يعد فصيلاً أوغندياً متمرداً منذ تأسيسه على يد جوزيف كوني في نيسان 1987، وقد اتبع خُطا حركة روح القدس، رداً على أعمال عنف في شمال البلاد، ارتكبها جنود جمهورية أوغندا تحت قيادة الرئيس يويري موسيفيني منذ عام 1986. أصبح التنظيم المسلح يعرف بجيش الرب للمقاومة في مطلع التسعينيات، ونشط في المنطقة الحدودية لجمهورية الكونغو الديمقراطية، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وجنوب السودان، وتمتع بالدعم في البداية بين سكان الشمال، ولكن التجنيد القسري للأطفال والانتهاكات الوحشية، كقتل المدنيين العزل، أدى إلى كراهية معظم السكان له. لقد قتل جيش الرب للمقاومة، عبر مسيرته، القرويين واختطف عشرات الآلاف بمن فيهم الأطفال؛ الأمر الذي أسفر عن صدور عدد من مذكرات التوقيف بحق قائده جوزيف كوني وأتباعه من قبل المحكمة الجنائية الدولية، وتواصل الجهود الدولية للحد من الانتهاكات الخطيرة للتنظيم، لاسيما بعد مبادرة التعاون الإقليمي ضده، بقيادة الاتحاد الإفريقي في 24 آذار 2012، التي شملت آلية للتنسيق المشترك ومركز عمليات مشتركة لمواجهة التنظيم وأعماله القمعية. لم تقتصر الدراسة على المنهج الوصفي فحسب، بل اتبعت المنهج التحليلي أيضاً؛ إذلم تكتفِ بمعرفة مجريات الأحداث، بل اتجهت إلى السعي الحثيث لتفكيك المعلومات المتوفرة وتجميعها، والوصول إلى النتائج التي تخدم الدراسة كلها. توصلت الدراسة إلى استنتاجات مهمة، منها أن التنظيم على الرغم من ترويجه لمقولة إنه يمثل مظلومية الشعب الأشولي في الشمال على يد سلطات البلاد، فإن الانتهاكات الخطيرة التي قام بها لاحقاً، دفع دولاً عدة إلى محاربته؛ بغية تجفيف منابعه والقضاء على القسوة المفرطة التي تميز بها.